دياب اللوح: المقاومة بكافة أشكالها حق للشعوب المحتلة

حوار: فرح فؤاد- حبيبة خالد

تفاقمت الأوضاع في فلسطين منذ 7 أكتوبر 2023، وتوالت الأحداث بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني، وتسبب الأخير في تدمير قطاع غزة وسقوط آلاف الشهداء، ونزوح ما يقرب من مليون فلسطيني من شمال إلى جنوب غزة، ثم إلى رفح، ومازالت الأوضاع في تزايد مستمر، ومن جانبها، تحاول مصر تهدئة الأوضاع وإيصال المساعدات لأهل قطاع غزة، ولهذا أجرى فريق مجلة “إيوان” حوار مع السفير دياب اللوح، السفير الفلسطيني بالقاهرة، لمعرفة آخر المستجدات، ورأيه في الأحداث الجارية، وإلى نص الحوار..

في البداية، نود أن تحدثنا عن المقاومة الفلسطينية، إرهاب أم دفاع عن الأرض؟
المقاومة بكافة أشكالها، سواء كانت سلمية أو مسلحة، حق للشعوب المحتلة أو الواقعة تحت الاستعمار، وهذا الحق مارسته المقاومة الفلسطينية على مدار التاريخ، على عكس الإرهاب، الذي يعبر عن ممارسات غير شرعية لجماعات معتدية، وهو عمل عدواني يستهدف كل شيء، المدنيين ووجودهم وحياتهم.
ما طبيعة الدور المصري في الأحداث الجارية؟
منذ بداية القضية الفلسطينية عام 1948، ومصر واقفة بجانب الشعب الفلسطيني، وحاربت إلى جانبه وخاضت عدة حروب معه، ونحن دائمًا نقول إن مصر تقوم بدور تاريخي مُساند وداعم للشعب الفلسطيني ولحقوقه الوطنية المشروعة، وخاصة حقه في تقرير مصيره والعودة، وإقامة دولة مستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
إذًا ما ردك على من اتهم مصر بالتخاذل؟
يؤكد الرئيس عبد الفتاح السيسي في كل مناسبة على تمسك مصر برؤية حل الدولتين، مما يعني تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة، ودور مصر هذا مستمر، ونحن لا نسمح لأحد بالتدخل في الشأن الفلسطيني إلا مصر، لأنها تتدخل لصالح فلسطين، ذلك لأن مصر بمثابة أخ أكبر لفلسطين.
ما رأيك في موقف دولة جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية تجاه الوضع الفلسطيني؟
تقدمنا بالشكر والتقدير لما قامت به جهورية جنوب أفريقيا من رفع دعوى أمام محكمة العدل الدولية، إذ يعتبر تحرك قانوني مهم، وكانت المحكمة مستعدة وساقت أدلة وبراهين تدين الاحتلال بالإبادة الجماعية، وأن ما يحدث في غزة إبادة جماعية عن عمد.
وما تعقيبك على امتناع بعض الدول عن التصويت على قرارات محكمة العدل الدولية؟
هناك أسباب متعددة لذلك، منها الامتناع وفقًا لمنهجية سياسة المصالح المشتركة بين الدول، ومنهم تجنب وقوع الدولة في موقف حرج، ومنهم من يخشى الضغوطات التي تمارس عليه.
هل هناك سلطة تعلو سلطة محكمة العدل الدولية؟
لا توجد سلطة أعلى من سلطة القضاء أو القانون الدولي، وأما عن إسرائيل، فهي لا تلتزم بالقوانين ولا الاتفاقيات الدولية، فحين اعتمد مجلس الأمن قرار إنساني، قال مندوب إسرائيل “مكانه سلة المهملات”، فإسرائيل دولة احتلال، تحتل فلسطين بالقوة وتستبيح دماء الشعب الفلسطيني، ولا تلتزم بأي أعراف أو قوانين أو عادات وتقاليد دولية، وهي ليست فوق القانون، ولكن هي بالمعنى اللغوي “دولة مارقة”، أي خارجة عن القانون.
أصدرت واشنطن قرارًا بوقف دعم الأونروا، كيف يتعامل الشعب الفلسطيني مع هذا القرار؟
هذا قرار متسرع، لنفترض أن ما دعته إسرائيل بشأن مشاركة العاملين بالأونروا بأحداث 7 أكتوبر صحيح، فقد أبدت الأونروا استعدادها للتحقيق في الأمر، لكنها لم تتلقَ أي تقرير إدانة من الجانب الإسرائيلي، يعتبر دور الأونروا في القضية الفلسطينية هام جدًا، وهذا ما أكدت عليه مندوبة الأمم المتحدة في مجلس الأمن فليس هناك منظمة بديلة تقوم بدورها، إذ تخدم الوكالة ٧٠٠ ألف مواطن فلسطيني لاجئ أو أكثر، وهي تعمل في خمس مناطق، سوريا ولبنان والأردن والضفة الغربية وغزة، هناك ٥ مليون لاجئ فلسطيني في هذه المناطق، فهي تقدم كافة الخدمات التعليمية والصحية والتموينية لهم وإذا توقفت عن العمل فهذه كارثة، بالإضافة إلى أن الأونروا تعاني من مشكلة مالية منذ عدة سنوات بسبب إدارة الرئيس ترامب التي أوقفت تمويلها.