تحت شعار الحفاظ على التراث
أماكن لعرض مفروشات وأغاني وكتب تربط الماضي بالحاضر
فيتشر: ندى أحمد- آية يسري- هاجر رمضان- هدير هشام- عائشة مفتاح – أميرة أحمد – رحمة علاء الدين
لكل دولة تراثها الخاص الذي يميزها ويشكل جزء من هويتها على مر العصور، فالتراث الشعبي يعتبر من أهم الموروثات التي تشكل هوية الشعب، وهو العادات والتقاليد والفنون والمقتنيات المادية التي نرثها عن أسلافنا ونحتفظ بها، أو قد لا نحتفظ بها وننساها، فنجد أن دولة أخرى وجدته ونسبته إليها ليصبح لها تاريخ “مسروق” يزيد من قدرها بين دول العالم.
ولتفادي ذلك أخذ بعض الأشخاص على عاتقهم مسئولية إحياء التراث الشعبي الثقافي، لحماية إرثهم من السرقات، ولتعريف الأجيال الصغيرة حقيقة هويتهم على اختلاف أشكالها، فنجد بهويتنا الثقافية العديد من الكنوز مثل المشغولات اليدوية، والكتب التراثية، وكذلك الأسطوانات الموسيقية، وكل ذلك شهد على التطور والإبداع غير المسبوق للمصريين فيما سبق.
معرض المشغولات اليدوية “أخميم وحجازة”
فمن ناحية المشغولات والأعمال اليدوية، خاضت سيدات من صعيد مصر رحلة طويلة، ليحملن فنونهن من الصعيد إلى المدينة، ويرسمن خط السير إلى معرض “أخميم وحجازة” والذي تولى عرض أعمال نساء جمعية الصعيد للتربية والتنمية، واللاتي غزلت أيديهن المفروشات والحقائب وقطع الديكور المصنوع من القماش والمطرز برسومات فريدة حملت هُويتهن، جمعت ما بين الفن الإسلامي، القبطي وتراث الصعيد المصري، في موعد سنوي بشهري نوفمبر وديسمبر.
ببصمة فنية بديعة كبديع ثقافتهن؛ يوثقن شكل الحياة في قراهن عن طريق رسم لوحات حية لما يحيط بهن، ويضفن الحيوية إلى اللوحات المرسومة من خلال استبدال الأوراق والألوان، بالأقمشة والخيوط، فيسردن واقعهن بلوحات تغزوها الخيوط لتشكل تفاصيلها.
جانب آخر من “أخميم وحجازة” يعج بالمصنوعات الخشبية، والتي تتكون من أخشاب شجر السرسوع، والمعروف أنه ينمو على ضفاف النيل، كما يعتبر من أندر أنواع الأشجار، فيسطع نموه بقرية حجازة في محافظة قنا، حيث يدخل في صناعة الأثاث الصغير.
ومعرض “أخميم وحجازة” مصري ١٠٠% يقوم على أيدي عدد من السيدات، ربما قد يختلفن في طريقة سردهن للقصة أو شكل الفن الذي يقدمنه، إلا أن رسالة واحدة جمعت بينهن دون سابق عقد، وهي الإبداع غير المسبوق، والذي جعل من معرض “أخميم وحجازة” مزار سياحي تتوافد إليه ألوان من الجنسيات، هدفها الأول التعرف على ثقافة الصعيد والاقتناء من تراثه.
“مكان” أرشيف للفلكلور الغنائي
وعن التراث الفني قال شيخ الملحنين سيد مكاوي “الفن هِنا والمَغنى هنا من قبل ما حد يقول يا غُنى”. كلمات تدل على ثراء مصر بالعديد من كنوز الفلكلور الغنائي من الوجه البحري للصعيد، والتي جعلتها دُرة للموسيقى العربية.
ومع توالي السنوات وتجدد الثقافة الموسيقية، اندثر جزء من هذا الفلكلور، فظهر “مكان” أو المركز المصري للفنون والثقافة بشارع سعد زغلول، هو بمثابة أرشيف للتراث الغنائي المصري، إذ يضم التراث الشعبي والفلكلور من بداية ألحان سيد درويش وحتى الفلكلور الشعبي المميز لكل محافظة في مصر، مثل “السمسمية” لمدن القناة، و”الطنبور” النوبي، وغيرها.
وتخبرنا سلمى محمد، إحدى العاملات بـ “مكان”، أنه على مدار سنوات البحث عن التراث الشعبي داخل القرى والنجوع، استطاع “مكان” حفظ حوالي ٢٥ تيرا بايت من التراث المرئي والمسموع لمحافظات الدلتا، الواحات البحرية، سيوة، النوبة، وغيرهم.
إذ لم يحتفظ “مكان” بالتراث فقط، بل أضاف له النكهة العصرية، إذ اهتم “المغربي” بربط جميع الأجيال بهوية تراثهم الموسيقي، وذلك بالاطلاع على الجزء الخاص بالموسيقى من كتاب “وصف مصر”، حيث تناول أغاني وموشحات منذ المصريين القدماء، وقام بتلحين تلك الكلمات المدونة حتى تحولت إلى كلمات مُغناة.
فمجرد دخولك “مكان” ستشعر بأنك انتقلت بآلة الزمن، ودخلت حقبة قديمة لتشعر أنك تنتمي إليها، ولهذه الملابس التي تزين الفرق الغنائية من كافة محافظات مصر، فتجد “أرچيد” من النوبة، “الجعافرة” من أسوان، “المغنى البلدي” وغيره.
وعلى هذا، حصل “مكان” على عدد من الجوائز أبرزهم جائزة جامعة “إنديانا”، كأفضل مؤسسة عربية وإسلامية، وذلك على هامش فعاليات مهرجان الموسيقى الصوفية بباكستان.
دار “ريشة” والمؤلفات التراثية
ومن الأغاني للكتب، وبين رفوف مكتبات ودور نشر تمتلئ بالمؤلفات على اختلاف ألوانها، من الآداب والفنون والاجتماع والسياسة وغيرها، ظهرت دار ريشة للنشر والتوزيع، والتي سلكت طريقًا مختلفًا عن بقية دور النشر، إذ سعت دار ريشة لإعادة إحياء التاريخ المصري، وقد نجحت بالفعل في إعادة الأنظار إليه من جديد.
تأسست دار ريشة للنشر والتوزيع بالتزامن مع توجه الدولة المصرية نحو إعادة ترسيخ الهوية المصرية، وهو ما ظهرت الحاجة إليه بقوة خلال سنوات ما بعد ثورة يناير 2011، والتي تعرضت فيها الهوية المصرية لاختطاف وتهديد يناقض تمامًا تاريخ مصر على مر العصور، ومن هنا أنطلق الدور البارع لدار ريشة في إعادة إحياء التاريخ، من أجل الحفاظ على الهوية المصرية، بل وتعزيزها كذلك.
وأعادت دار ريشة نشر عددًا من المشروعات، واهتمت ريشة بإعادة نشر مشروع “المجددون” الخاص برصد تجديد الفكر المصري الحديث على مدار أكثر من 200 سنة، من خلال طرح سيرة ومشروع عدد من رواد هذا التجديد، وتم إصدار الكتاب الأول في المشروع “الشيخ حسن العطار” والذي يعمل عليه الكاتب إيهاب الملاح.
وتهتم كذلك بتوثيق مواد الكتب المعروضة عليها، وأعادت نشر المؤلفات التاريخية، لمخاطبة الأجيال الجديدة بما يناسبها ويواكب معطيات عصرها.
تحت شعار الحفاظ على التراث أماكن لعرض مفروشات و أغاني و كتب تربط الماضي بالحاضر
Sign in
Welcome! Log into your account
Forgot your password? Get help
Create an account
Create an account
Welcome! Register for an account
A password will be e-mailed to you.
Password recovery
Recover your password
A password will be e-mailed to you.