حوار مريم خالد- روناء علاء الدين- أميرة بدوي

في عيادته البسيطة استطعنا أخيرًا مقابلته، ومع بداية الحوار أكد لنا أنه لا يمتلك أكثر من 10 دقائق ويجب علينا الانتهاء بسرعة، ولكن مع بداية الحديث عن مصر الهوية المصرية لم نشعر بالوقت إلا بعد مرور أكثر من 20 دقيقة خلالها استطعنا مناقشة العديد من الأمور، والوصول إلى العديد من الحلول بداية مَن معرفة من نحن وما هي هويتنا؟ وصولًا إلى ما يجب فعله للحفاظ على هويتنا ها نحن هنا نتحدث مع عالم المصريات، الدكتور وسيم السيسي، وإلى نص الحوار..
في البداية نود أن نعرف لماذا تحاول بعض الدولة سرقة تراث مصر… وما مدى تأثير ذلك على الهوية المصرية؟
لأننا نمتلك حضارة لا يوجد في العالم أجمع مثلها، حتى كل الحضارات التي نسمع عنها منبثقة من الحضارة المصرية كما قال الشاعر مأمون الشناوي في نشيد الجهاد الذي غناه محمد عبد الوهاب ” نحنُ شَعْبٌ حَكَمَ الدُّنْيَا وَسَاد ونَمَا وَالدَّهْرُ في الْمَهْدِ صَغِير”.
هناك العديد من المحاولات لتزييف الحضارة المصرية.. فمن يسعى وراء ذلك وما الهدف منه؟
تسعى القوة الاستعمارية المتمثلة في أمريكا وإنجلترا لتزييف الحضارة المصرية، وتعدد الجنسيات في مصر حتى يستطيعوا بعد عدة سنوات القول إن الأفروسنترك هم أصحاب الحضارة، ويتم التخلص من المصريين وبالتالي سوف نصبح غرباء في وسط ديارنا يحكمنا دول من كل أنحاء العالم.
هل من الممكن أن يؤثر وجود جنسيات مختلفة مقيمة في مصر على الهوية المصرية؟
لا يؤثر.. لكن هناك خطورة، والتاريخ شاهد على حوادث مشابهة، ففي الأسرة الـ 13 و14 و15 حدث غزو سِلمي دون حروب من الهكسوس على مصر، واستطاعوا في ظرف 100 سنة الدخول إلى مصر ليصبحوا 100 مليون، وتكوين دولة داخل دولة وتمكنوا من طرد ملك مصر في ذاك الحين من العاصمة منف إلى طيبة ولم نستطع استرداد مصر إلا في عهد الأسرة الـ 17.
فمصر يوجد بها الآن 5 مليون شخص من جنسيات مختلفة ما بين سوري وسوداني وعراقي وبعد 20 عام قد نصل إلى 50 مليون وفي ذلك الوقت سيصبح من الصعب السيطرة عليهم.
ما الخطط التي يمكن للدولة وضعها لتربية الجيل الجديد على ضرورة الحفاظ على الهوية؟
في تصوري يمكن القيام بذلك بطريقتين وهما: انتماء الوطن للمواطن وانتماء المواطن للوطن، ومن ثم تعريف كل فرد بتاريخه العظيم فينتمي له ويعرف أننا من الممكن أن نواجه بعض الصعوبات نتيجة للحروب الخارجية، ولكن علينا أن نتحملها لأن ما سيأتي بعد ذلك بالتأكيد سيكون أفضل إلى حد ما.
وما المقصود بانتماء الوطن للمواطن وانتماء المواطن للوطن؟
المقصود بانتماء الوطن للمواطن أن ينتمي الوطن بمؤسساته إلى المواطن، بحيث تكفل له حياة كريمة وتوفر له العدالة الاجتماعية، والأمن الداخلي والخارجي.. في هذه الحالة ينتمي المواطنون جميعًا إلى الوطن
الهوية هي تأثير متبادل بين الوطن والمواطن… لماذا لم يتأثر الشعب المصري بطيلة فترة تعرضه للاحتلال؟
لأن الهوية المصرية لو أصبحت وفق لأي محتل لكانت أصبحت موزاييك أي” على كل لون يا باتيستا”، ولكن الهوية بالأرض، فالشخص الذي يولد على أرض مصر فهو مصري مهما كانت اللغة التي يتحدث بها.
في رأيك، ما الذي يجب فعله لتعزيز الهوية المصرية؟
الولاء هو الأهم مع ضرورة التفرقة بين الولاء والانتماء لأن كلنا ننتمي لمصر وذلك لا يوجد خلاف عليه، ولكن ليس الجميع لديه ولاء لمصر، فنجد أن البعض على استعداد للتضحية بروحة من أجل مصر والبعض الأخر قد نجدهم يقللون من قيمة مصر وأنها مجرد حفنة من تراب عفن.