كتب: فرح فؤاد- محمد رضا- يوسف محمد

أبناء بلدي الحبيب مصر..
أكتب لكم هذه الرسالة لأعبر عن حالي، ربما تستطيعون إنقاذي قبل فوات الأوان.
مررت في الفترة الأخيرة بالعديد من الأحداث التي أدت لعدم استقرار حالي، فتارة صعود بسيط، وتارات انخفاض شديد، لست على دراية كبيرة بما يحدث لي الآن، لكنني أعلم أني لطالما كنت مستقرًا، بل مرت بي أيام كنت ذو سلطة ومنصب رفيع.
ربما بدأ الأمر كله حين ربطوا وجودي واستقراري على عملة تدعى “دولار”، فكانت بداية علاقتي به عام 1962، كنت وقتها أساوي 2.3 دولار، فكنت أقوى منه، لكن مع حرب 1973، انشغل الجميع عني بسبب الظروف التي مرت بها مصري الحبيبة، فكان للأمر أثره علي، فتحولت من موضع قوة لأول موضع ضعف لي، فأصبح الدولار يساوي 2.5 منِي، وما زاد الأمر كان تعطيل قناة السويس، الذي أدى لقلة السياحة وندرة مصادر العملات الأجنبية.
وفي عام 1978، تغير سعر صرفي، فأصبح الدولار يساوي 1.42 منِي، ثم وصل الدولار 3.3 منِي بعام 1989، وتوالت زيادة قيمة الدولار أمامي حتى وصل 30 منِي!
وأنا صاحب التاريخ والقِدم والهوية الراسخة، وصلت لهذا الحال..
لا ألومكم على حالي، فكل ما وصلت له كان بفعل الغرباء، لكني أطلب منكم أن تعيدوا مجدي، أو على الأقل تحسنوا وضعي.
أتعلمون أن اليوان الصيني واجه مشكلتي في فترة من الفترات أيضًا، لكن أبناء بلده أنقذوه قبل الانتهاء، فحولوا منازلهم لمصانع، وصنعوا كل شيء وصدروه ووفروا عملة أجنبية، وأصبح له قيمة.

ألست غاليًا عليكم؟، ألا تحبون أن أعود قويًا كما كنت؟!
إذًا دعوني أخبركم هذه الكلمات..
“بكل فخر صنع في مصر” هي الحل.
فلا تتخاذلوا.