أهرامات السعودية دعاية مجانية للآثار المصرية

حوار: أميرة محمد- روناء علاء الدين- مريم خالد

انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من المحاولات لتقليد واستنساخ الآثار والمعالم المصرية القديمة مثل الأهرامات، وكذلك المتاحف التي تعرض آثار مصرية مقلدة، بل هناك بعض المتاحف التي تعرض الآثار القديمة التي تمت سرقتها منذ فترات الاحتلال في مصر.
وعلى جانب آخر نجد أن مصر قامت بالعديد من الاكتشافات الأثرية الحديثة، والعديد من المحاولات لاسترداد القطع الأثرية المسروقة، لذلك كان لنا لقاء مع د. زاهي حواس، عالم المصرياتـ ليخبرنا عن محاولات السرقة والاستنساخ، وأيضًا الاكتشافات ومحاولات استرداد الآثارـ وإلى نص الحوار..

افتتحت مصر عدد من المتاحف بالخارج آخرهم معرض رمسيس وذهب الفراعنة في أستراليا، فما الفرق بين افتتاح مصر لبعض المتاحف في الخارج واستنساخ الهوية المصرية؟
المعارض التي تفتتحها مصر في الخارج معارض أصلية يتم افتتاحها منذ 30 عامًا؛ لاستعراض آثار مصر التي تأسر القلوب في كل مكان، على عكس إنشاء هرم في السعودية ليس له قيمة ولا يمكن مقارنته بالآثار المصرية القديمة التي تُعرض في العالم كله، وكذلك أبو الهول الذي تم استنساخه في الصين، فكل هذ الأشياء عبارة عن مستنسخات بمثابة دعاية مجانية للآثار المصرية؛ لأن ببساطة من يرى هذه الآثار المستنسخة يرغب في رؤية الأصل.
ما آخر التطورات بشأن وثيقة جمع التوقيعات لاسترداد الآثار المصرية بالخارج؟
قمت بعمل وثيقة وقع عليها أكثر من 200 ألف شخص منذ عام تقريبًا، ولكن لسوء الحظ لم نستطع الوصول إلى العدد المطلوب للتوقيع على الوثيقة واسترجاع حجر رشيد من المتحف البريطاني، والقبة السماوية من متحف اللوفر، وتمثال نفرتيتي من متحف برلين إلى مصر، حتى يتم عرضهم في المتحف المصري القديم، لأن تلك الآثار المصرية الفريدة مكانها مصر.
كيف تسجل مصر اكتشافاتها دوليًا خاصة باليونسكو، وما الأساليب التي يجب اتخاذها للتصدي لهذه العمليات الممنهجة؟
لا تحتاج مصر إلى تسجيل اكتشافاتها أو آثارها دوليًا؛ إذ يتم تسجيل الاكتشافات هنا في الدوريات الأثرية والخرائط المساحية، ولكن اليونيسكو يساعد في إدخال مناطق في التراث الحضاري؛ مثل الأهرامات من أبو رواث لدهشور، والنوبة، والأقصر، فكل هذه أماكن أثرية تم وضعها تحت حماية التراث العالمي ومسجلة باليونيسكو.
سبق أن وجهت رسالة إلى “محمد صلاح” بخصوص استرداد حجر رشيد، فما تأثير الكوادر العالمية في جذب الرأي العام نحونا؟
هناك قانون في إنجلترا يمنع عودة الآثار، ولذلك اخترت محمد صلاح، لأنه من كوادرنا المحبوبة في إنجلترا ويمكنه قيادة حملة لتجميع توقيعات والحصول على موافقات لتعديل هذه القانون الموجود في مجلس العموم.
بعد أزمة المتحف البريطاني وسرقة أكثر من 2000 قطعة أثرية مصرية.. لما لا تسعى الحكومة المصرية لاسترداد كل معروضاتنا الأثرية على مستوى المعارض العالمية وجمعها بالمتحف المصري الكبير؟
استطعت خلال فترة تولي منصب وزير الآثار استرجاع أكثر من 6 آلاف قطعة مسروقة، فخلال فترة الاستعمار الإنجليزي تم نهب الكثير من الآثار المصرية ومازالت المتاحف تنفذ معارض استعمارية يتم فيها عرض الآثار المسروقة بعد شرائها، أما الآثار التي خرجت بطرق غير قانونية فاليونيسكو أكدت أنها ليست من حقنا، وبالتالي فأي آثار خرجت من مصر قبل 1972 ليست من حقنا، وعلى هذا الأساس أنا لا أرغب في خسارة قضية بدون هدف؛ حتى وجود هذه الأثار في الخارج عبارة عن ترويج للآثار المصرية الموجودة هنا، ولكن ما أسعى له في الوقت الحالي هو استرجاع القطع الثلاثة الفريدة التي تم ذكرهم سابقًا ف هم مكانهم المتحف المصري الكبير، ومنع أي متحف في الخارج من شراء الآثار المسروقة.
شهدت الآونة الأخيرة انتشار كبير لمجموعات دعم القومية المصرية على وسائل التواصل الاجتماعي، هل لهذه الصفحات تأثير إيجابي على التوعية؟
هذه المجموعات مهمة جدًا وأي شخص يدعم الآثار المصرية ” أضرب له تعظيم سلام”.
ما الخطط التي يجب اتباعها لتصويب الرؤى العالمية حول القومية والهوية المصرية؟
أبذل جهدي لفعل ذلك؛ لأن العالم يحتاج إلى صوت مسموع، ومن خلال اتصالاتي والحمالات التي أقوم بها أستطيع عمل “دوشة” والدفاع عن مصر وآثارها وهويتها، والرد على هؤلاء الناس في أماكنهم، على سبيل المثال عندما قالوا “إن الفراعنة سود” تمكنت من الرد عليهم، هذا كله “كلام فارغ”؛ فالسود حكموا مصر في نهاية العصر المتأخر وليس لهم علاقة بالحضارة المصرية، ولأن الحضارة المصرية عظيمة جميع الشعوب تحاول نسبها لنفسها.
وختامًا.. ما أهم الاكتشافات والمشروعات الأثرية بالفترة الأخيرة؟
خلال هذا العام لدينا أعمال كثيرة سوف نعلن عن اكتشافات مهمة أبرزها البحث خلف الأبواب الموجودة في هرم خوفو، بالإضافة إلى البحث عن مومياء الملكة نفرتيتي باستخدام الحمض النووي لابنتها عنخ أس أمون، وكيف مات توت عنخ أمون، وفي سقارة لدينا عدة اكتشافات مهمة سوف نعلن عنها بعد أربعة أشهر تقريبًا، وفي الأقصر يتم البحث عن مقبرة الملكة نفرتيتي والمدينة الذهبية التي تُعد أهم اكتشاف حدث في القرن الـ 21.