القاهرة – كيب تاون طريق المليارات

خبير اقتصادي: مصر هي المستفيد الأكبر من الطريق

تقرير: محمد رضا- عائشة مفتاح- أميرة أحمد

حظي مشروع الطريق البري “القاهرة – كيب تاون” بأهمية كبيرة منذ بدايته في 2021، وحتى الآن، والمقرر الانتهاء منه هذا العام، وهو طريق يربط بين شمال قارة أفريقيا بجنوبها، ويربط كذلك بين 10 دول أفريقية، والذي يعد أطول محور بري علي مستوي العالم.

ومن المتوقع أن يسهل الطريق حركة النقل البري بين الدول التي يمر بها، مما يُمكَن المستثمرين من نقل أي بضاعة لأي دولة من الدول التي يمر الطريق بها في وقت يقدر بـ 4 أيام فقط، بما يخدم المواطن المصري والأفريقي، ويحقق أهداف التنمية الشاملة.

أطول محور بري
يعتبر محور “القاهرة – كيب تاون” أهم مشروع قومي مصري يخدم أفريقيا، فهو طريق بري بطول 10500ألف كيلو متر، يبدأ من مصر؛ عند مدينة الإسكندرية؛ حتى يخرج من الحدود المصرية، مرورًا بالسودان وجنوب السودان وإثيوبيا وتنزانيا وكينيا وزامبيا، حتى مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا.

وقد نفذت مصر جزء من الطريق، حتى حدودها الجنوبية، ونفذت جزء من الطريق كذلك في السودان، حتى مدينة أرقين، لكن هناك بعض المعوقات التي جرت في هذا الطريق؛ نتيجة للظروف السياسية في السودان وبعض دول شرق أفريقيا، وهذا ما أكدت عليه أماني الطويل، الباحثة والخبيرة في الشئون الأفريقية ومديرة البرنامج الأفريقي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ، أن الظروف السياسية والصراع في السودان وبعض دول شرق أفريقيا كان سببًا في تعطيل بعض الأعمال بهذا الطريق، ولكن من المقرر استكمال الأعمال الإنشائية للطريق وافتتاحه رسميًا نهاية العام الجاري.

منفعة عامة

ومن المتوقع لذلك المحور أن يحقق منفعة عامة لكافة الدول التي سيمر بها أو المجاورة لها، فوفقًا لتقرير سابق نشره موقع “المونيتور” الأمريكي، يمكن اعتبار الطريق بمثابة مشروع الألفية في مجال التجارة والاستثمار في أفريقيا.

وهذا ما أشار إليه أحمد مصطفى، الخبير الاقتصادي وأستاذ إدارة الأعمال، أن الطريق سيوفر تقريبًا ما لا يقل عن مدة خمسة وعشرون يومًا من الرحلات التجارية، إذ أن مدة الرحلة المقررة باستخدام المحور هي خمسة أيام، عكس النقل البحري الذي يستغرق قرابة الشهر فأكثر، وقد سُمي ذلك المحور بطريق المليارات نظرًا لضخامة حجم التبادل التجاري الذي سيتم بين العشرة بلدان التي يمر بها المشروع.

منفعة خاصة

وتعد مصر هي المستفيد الأكبر من ذلك المشروع، وهذا ما أكد عليه أحمد مصطفى، لأن ذلك المشروع جعل مصر بوابة رئيسية للقارة السمراء، بالإضافة إلى أنه أحد مصادر النقد الأجنبي لدى مصر؛ إذ من المفترض أن يصبح ميناء الإسكندرية أهم ميناء بحري على سواحل البحر المتوسط، وأرصفة الميناء لن تخلُ من السفن على مدار اليوم.

وقد أقامت الدولة عدة مشاريع تنموية ضخمة في الداخل المصري تخدم ذلك الطريق، مثل: الميناء الجاف الموجود في مدينة السادس من أكتوبر، والذي يعتبر محطة رئيسة في الطريق، ومشروع إعادة تأهيل وتطوير ميناء الإسكندرية، وإقامة مناطق خدمات لوجستية بطول الطريق في مصر، بالإضافة إلى تمهيد الكثير من الطرق التي ستخدم الطريق الأساسي.

مصر والقارة الأفريقية

والجدير بالذكر أن الاهتمام بالقارة السمراء لدى القيادة المصرية ليس وليد اليوم؛ فمنذ القدم أقامت الملكة حتشبسوت رحلات تجارية مختلفة أبرزها تلك التي كانت إلى الحبشة، وتوالت الإنجازات المصرية في القارة على مدار التاريخ، ولعل أبرزها إنجازات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في مجالات مختلفة، فقد ساعد في مد وتمهيد الطرق وإنشاء العديد من المستشفيات، بالإضافة إلى مساعدة الكثير من الدول الأفريقية في محاربة الاستعمار، كمساندة الثورة الجزائرية وغيرها الكثير، مرورًا بعهد الرئيس السادات والذي استكمل مسيرة الراحل عبد الناصر، وفي عهد الرئيس مبارك؛ تم مساعدة الدول الأفريقية في بناء العديد من السدود، لكن تعتبر الانطلاقة الأكبر لمصر في العمق الأفريقي كانت بداية من عام 2014.

وقد حرص الرئيس السيسي علي تقديم كافة أوجه المساعدة والدعم للبلدان الأفريقية، وظهر ذلك في العديد من المشروعات التي تمت كالسدود المصرية في دول أفريقية مختلفة، بالإضافة لحفر الكثير من الآبار وبناء عدد من المستشفيات، وهذا ما أكدت عليه أماني الطويل، مشيدة بدور مصر في القرن الأفريقي.