رمضان بنكهة مصرية
فيتشر: محمد رضا- هاجر رمضان
“جبت لنا معاك الخير كله” أغنية مصرية قديمة صدرت في عام 1959، غناها فريق الثلاثي المرح المصري احتفالًا بقدوم شهر رمضان المبارك، الذي تعددت مُسمياته ما بين شهر البركة، وشهر الخير، وغيرها الكثير من الألقاب التي تميز الشهر الفضيل عن غيره من شهور العام.
وعلى مر العصور كان لرمضان بمصر طابع مختلف، فإذا قارنت شوارع مصر برمضان بشوارع أي دولة أخرى، يمكنك تمييز الشوارع المصرية بسهولة بسبب الزينة ومظاهر البهجة والفوانيس المعلقة بكل مكان، وبأيدي الأطفال والكبار، تلك العادة الممتدة في مصر منذ عصر الفاطميين.
لكن ما يميز رمضان المصري ليس مظاهر البهجة فقط، ولكن أيضًا مظاهر الكرم والبَذل في سبيل الله، فنجد موائد الرحمن، والإفطار الجماعي في حارات ومناطق مختلفة، وكل هذه المظاهر ترفع شعار “لا جائع في رمضان”، فنجد الجميع يجتمع عليها، الفقير الذي لا يجد إفطار يومه، والغني الذي أدركه الآذان وهو خارج منزله، وكذلك القائمين عليها يتعاونون بالأموال والجهد لنيل ثواب إفطار الصائمين.
ولعل “شنط رمضان” التي يتم توزيعها على الأهالي رقيقة الحال في رمضان من أبرز مظاهر الكرم، وهي حقيبة أو علبة تحتوي على عدد من السلع الأساسية التي تحتاجها الأسرة لإعداد وجبة الإفطار، كان يشارك بها الأغنياء، لكن الآن هناك مؤسسات تعمل على تجميعها وتوزيعها على المستحقين.
لكن هذا العام ظهرت لمسة مختلفة، وهي “شنط رمضان مصحوبة بصدقة خفية”، وهي مبادرة دعا إليها الكثير من مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي، وهي دعوة للقائمين على تجميع شنط رمضان بقصد الشراء من الأماكن البسيطة أو أصحاب المحلات غير المشهورة ليعود النفع على كافة الفئات، المشترى منهم والمُهدى إليهم.
وللمصريين برمضان طقوس خاصة بهم، مثل طبق الحلوى الذي ينتقل من منزل لمنزل للتهنئة بحلول الشهر الكريم، والتجمعات العائلية للإفطار بأول يوم، وتجمع العائلة لمشاهدة المسلسلات الرمضانية، بالإضافة لأداء صلاة التراويح التي تتم ببهجة وإقبال.
والمحلات التي تعلق الزينة وتضع خارجها “فرشة” بمستلزمات رمضان من تمور وياميش وعصائر مختلفة مثل التمر هندي والكركديه والخروب والسوبيا وغيرها من المأكولات والمشروبات التي تظهر خاصة برمضان.
وبين موائد الرحمن وشنط رمضان والتجمعات العائلية والزينة والاحتفالات، تبرز الروح المصرية في إظهار فرحته بقدوم الشهر الفضيل، فهي أجواء خاصة مبهجة لا تجدها سوى بمصر.